بعد تصدر هاشتاج «الجمباز للأغنياء» على فيسبوك، أعلنت وزارة الشباب والرياضة أنه استجابةً لشكاوى عدد من أولياء أمور لاعبي رياضة الجمباز بشأن ارتفاع تكلفة الكشف الطبي المطلوب لاعتماد المشاركة في البطولات الرسمية، وجّه الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة الإدارة المركزية للطب الرياضي بسرعة التدخل ومراجعة الأسعار الحالية، والعمل الفوري على تخفيضها بما يتناسب مع الظروف الاقتصادية لأولياء الأمور.
وبدأ أولياء أمور لاعبي الجمباز الذين استكملوا التحاليل المطلوبة قبل إصدار قرار وزير الشباب والرياضة بخفض التكلفة، بالتساؤل عن موقفهم بالنسبة للوزارة وإذا كان سيتم تعويضهم عن فرق التكلفة بعد القرار أو استردادهم لجزء من المصاريف حسب القرار الجديد أم لا، خاصة أن بعض أولياء الأمور اضطروا لخوض ضغوطات مادية شديدة لاستيفاء الشهادات الصحية المطلوبة وإجراء التحاليل من أجل أبنائهم والآن سيتكلف أولياء أمور آخرين تكاليف أقل مما أثار غضب العديد من أولياء الأمور، خاصة أنهم خاضوا رحلة مرهقة لعمل تلك التحاليل نظرا لعدم توفرها في جميع المستشفيات الحكومية في كل الأيام، فمثلا كشف الإيكو لا يتوفر في مستشفى اليوم الواحد في عدا أيام الأربعاء مما تسبب في وجود أعداد كبيرة من الأطفال في المستشفى وانتظارهم لفترات طويلة للانتهاء من التحاليل وبشكل عام أفاد أولياء الأمور أن المستشفيات تضع في أولوياتها الحالات الحرجة في عمل الفحوصات والتحاليل ومن ثم الرياضيين بدون تنظيم أو تحديد ساعات محددة لهم وعدد الساعات المنتظرة لا تتناسب مع سن بعض الأطفال.
قالت لبنى السيد ولية أمر للاعبة جمباز تحت سن ال ١٠ سنوات أنها تكبدت عناء كبير لاستكمال التحاليل في مستشفى الشرطة حيث تواجدت هناك الساعة ٩ صباحا وجاء دورها في الرقم ٩٦ وانتظرت مع إبنتها ذات ال ٩ سنوات حتى الساعة ٤ عصرا وأصيبت إبنتها بهبوط ودوار لأنها كانت تصوم من أجل التحاليل منذ الساعة الثانية صباحا أي صامت لمدة ١٤ ساعة.
وقالت إحدى أولياء الأمور للاعبة جمباز ذات ٨ سنوات أنها بعد انفصالها عن والد الطفلة أصبحت تعولها ماديا وتنفق على تدريباتها الرياضة لأن ولي أمر الطفلة يرفض الإنفاق على الرياضة، وبعد إقرار التحاليل الطبية بدون تأمين طبي، اضطرت لإخراج إبنتها من التمارين حيث تتراوح أسعار التحاليل الطبية بين ال ١٠٠٠ جنيه في المستشفيات الحكومية وال ٢٠٠٠ جنيه في مستشفيات الشرطة أو قد تصل ل ٣٠٠٠ جنيه في المستشفيات العسكرية وتقول أنه بالإضافة إلى رسوم الاشتراكات في المسابقات التابعة لاتحاد الجمباز المصري ورسوم اشتراك التمارين، تحولت الرياضة التي يمثل الأطفال من خلالها لبلدهم عبئ مادي على كاهل أولياء الأمور، وأوضحت أنها حتى ستجل إبنتها تستأنف ممارستها للجمباز مرة أخرى بعد قرار وزارة الشباب والرياضة بتخفيض تكاليف التحليل ولكنها تخشى تخبط إبنتها بسبب عدم شعورها بالأمان في استمرارها بالرياضة التي تبذل كل مجهودها فيها خوفا من تكرار هذا الموقف.
وقالت سالي اسامة ولية أمر للاعبة جمباز فني إنها توجهت لمستشفي اليوم الواحد في مدينه نصر ووجدت أن معاملة طاقم التمريض كانت سيئة على حد تعبيرها وأن الممرضات قالت لها «احنا مش فاضيبن للكلام ده» وأضافت سالي أن ليست كل الفحوصات متاحة هناك وأنها اضطرت لأخذ ٣ أيام أجازة من عملها لاستكمال الفحوصات مع إبنتها.
وطالب أولياء الأمور من خلال التعليقات على بيان وزارة الشباب والرياضة المعلن على الصفحة الرسمية للوزارة، استرجاع فروق أسعار الكشوفات لأولياء الأمور الذين انتهوا من الإجراءات قبل قرار الوزير أو تعويضهم عن طريق إلغاء قيمة اشتراك البطولة لتحقيق المساواة بين أولياء الأمور.
ولم توضح الوزارة حتى الآن إذا كان سيتم تعويض أولياء الأمور الذين أتموا التحاليل قبل القرار أم لا ولكن أعلنت وزارة الشباب والرياضة أن الإدارة المركزية الطب الرياضي بدأت بالفعل التنسيق مع الجهات المعنية لوضع آلية جديدة للأسعار، على أن يتم الإعلان عنها قريبًا، بما يحقق التوازن بين جودة الخدمة وتكلفتها.