في زمنٍ باتت فيه كرة القدم تقاس بالسرعة والشباب واللياقة البدنية، خرج فلومينينسي البرازيلي عن تلك القاعدة، ليكتب سطرًا مختلفًا في دفتر المستحيل، لم يكن التأهل إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية 2025 مجرد إنجاز رياضي عابر، بل كان درسًا عميقا في الإصرار، وتحويل «عامل السن» من عائق إلى سلاح، ومن عبء إلى مصدر قوة وإلهام،.
فلومينينسي لم يتأهل فقط بل أعاد تعريف ما تعنيه البطولة، وسط عواصف التحديات، وخصوم لا يتراجعون، سار فلومينينسي بخطى ثابتة، حتى أطاح بأحلام الهلال السعودي، أحد أعمدة القارة الآسيوية، في مباراة لا تنسى، ليصبح أول من يحجز مقعده في المربع الذهبي للبطولة الكبرى.
ضمن فريق فلومينينسي البرازيلي، التأهل لدور نصف النهائي من بطولة كأس العالم للأندية 2025، بنظامها الجديد، بعد إقصاء الهلال السعودي من دور الـ 16 في مباراة قوية انتهت بفوز فريق الرواد البرازيلي بهدفين مقابل هدف.
وبالرغم من المعوقات التي واجهت الفريق البرازيلي الذي يطلق عليه لقب الرواد خاصة وأن نسبة اللاعبين الذين يتخطي سنهم الثلاثين عامًا داخل الفريق يصل لـ 31 % تقريبا من إجمالي اللاعبين.
حقق الفريق البرازيلي مشوارًا مميزًا في البطولة منذ بدايتها بعدما وقع في المجموعة السادسة، ليتعادل في مباراته الأولى أمام بوروسيا دورتموند في بداية دور المجموعات سلبيا، قبل أن يحقق الفوز على أولسان هيونداي برباعية مقابل هدفين.
بينما تعادل سلبيًا مع ماميلودي صن داونز ليضمن الصعود رسميًا للدور المقبل من البطولة، وهكذا في الطريق لدور الـ 16 استطاع إقصاء إنتر ميلان الإيطالي ليضمن التأهل لربع النهائي لمواجهة زعيم آسيا الهلال السعودي، ويعود من جديد بفوز غالي على حساب الهلال ليكون أول فريق ضمن الصعود لنصف نهائي كأس العالم، بأقل الإمكانيات وبرواد وكبار في السن من اللاعبين.
وتضم قائمة لاعبي فلومينينسي تياجو سيلفا صاحب الـ 41 عامًا، بالإضافة لـ حارس المرمى فابيو صاحب الـ 44 عامًا، وتياجو سانتوس 35 عامًا، وجيرمان كانو37 بالإضافة لعدد كبير من اللاعبين الآخرين يتخطى عمرهم الـ 30 عامًا، ويصل عددهم لـ 11 لاعب من أصل 36، لتصل النسبة التقريبية لـ 31%.
وبالرغم من عامل السن المعروف والذي يسيطر على مستوى اللاعبين عادة في كرة القدم، كسر لاعبو فلومينينسي القاعدة محولين عامل السن إلى منحة، شاغلين دور القائد الملهم في الملعب وأبرزهم سيلفا.
يعد سيلفا أبرز اللاعبين، تظهر دائمًا حركاته قوة شخصيته رغم صمته، وتمتعه بالقيادة والتي ظهرت جلية في مباراة إنتر ميلان، ففي الوقت الذي أظهرت فيه اللقطات بعد نهاية المباراة احتفال اللاعبين الجنوني، بدأ سيلفا مركزًا وعينه على المباراة القادمة، وكأنه يقول مازلنا قادرين على المزيد، أمامنا مباراة أخرى.
وفي لحظة تسجيل الفريق الهدف الأول في شباك الهلال في مباراة ربع النهائي، وقف في منتصف الملعب يعطي التعليمات هنا وهناك، يشرح لزملائه ماذا عليهم أن يفعلوا، وفي الوقت الذي يعاني فيه من قطع في أنفه رفض علاجه إلا أثناء استراحة شرب المياه ليتحدث مع مديره الفني في نفس الوقت.